قصة حكمة ثعلب

ثعلب وأسد

حكمة ثعلب

 

جلس ملك الغابة بحلته البهية مع وزيريه الذئب والثعلب..ودخل حاجب الملك ببشرى وصول سرايا الملك بالغنائم..فبحث الملك أوجه الاستفادة من الغنائم مع وزيريه..

 

…- لقد وصلتنا ثلاث بقراتٍ سمان, وأطلب المشورة, ماذا أفعل بهم؟..

 

– (الذئب متلهفاً)..أرى يا مولاى أن تأخذ جلالتك أكبرهم, وتعطينى أوسطهم, ونعطى الثعلب أصغرهم.

 

فنظر إليه الملك وقد تطاير الشرر من عينيه:

– أتساوى رأسك الوضيعُ برأس ولى نعمتك؟!!..أيكون نصيبك من الغنيمة مثلى وأنا الأسد!!..

 

وأنقض الملك على الذئب قابضاً على عنقه بأنيابه, ولحظاتٍ ووجد الثعلبُ رأس الذئب طائرةً فى الهواء لتستقر تحت قدميه!!..وفجأة صرخ الملك منادياً:

 

– يا ثعلب..

 

فانتفض الثعلب ملبياً النداء:

 

– أمرك سيدى..

 

– لم تقل لى رأيُك!..ماذا أفعلُ بالبقرات الثلاث؟!!..

 

واندفع الثعلبُ بلا تردد وبكلماتٍ متعثرة:

 

– يا مولاى أنت تتعب كثيراً من أجل رعاياك..فلتأكل الأوسط من البقر صباحاً..ونطهو لجلالتك كبيرها قرب المساء..ونقدم صغيرها عشاءاً متواضعاً لفخامتك..

 

وهنا انفرجت أسارير الملك الطاغية, وسأل متعجباً:

 

– من أين أتتك الحكمة يا ثعلب؟!!

 

فرد الثعلبُ:

 

– من رأس الذئب الطائر!!..

 

 

 

 

هذه القصة طالما سمعتها فى عصور الظلام!!..وتصف عصور الملوك الطواغيت والفراعين..الذين يقولُ لسان حالهم: “مَا أُرِيكُمْ إِلاَّ مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلاَّ سَبِيلَ الرَّشَادِ “..من يلبسون النفاق ثوب الحكمة!!..وينسبون لأنفسهم عظيم القدرة!!..ويقرون لأنفسهم تجاهل الرعية والاستئثار بغنائم الاوطان..واتخاذ الحاشية من الثعالب والذئبان دون سائر حيوانات الغابة!!..

اترك تعليقاً