قصة شموخ وتحدى

كاميرا

شموخ وتحدى

 

تقول إحدى النساء

خطرت على بالي فكرة غريبه وهي تثبيت كاميرات فيديو في بيتي

أذ أردت أن أسجل يوما عاديا في حياتى فلماذا لا أرى نفسي بعــين الآخرين

 

قمت فعلا بتثبيت الكاميرات في أكثر من مكان بالمنزل

 

حتى تسجل كل حركه وكل سكنه بوضوح

 

ولكن شعرت برهبه شديده من هذه التجربه

 

ولم أدري منبع هذا الخوف

 

.. هل هو خوف من الكاميرات أم من نفسي ..!!؟

 

مرت الدقائق بصعوبه شديده .وسرحت بتفكيري متخيله أحداث اليوم

وكيف ستسجلها الكاميرا باللحظه

لم أكن أنا الوحيده المتشوقه لرؤيه هذه التجربه

 

بل أن مجموعه كبيرة من الصديقات

 

يتشوقن لرؤيه هذه التجربه .. وكأنهن يتشوقن لرؤيه فيلم سينمائي من نوع خاص

لم يكتب له السيناريو سواي ولم يخرجه غيري ..!!!

 

ولكن ترى من سيشاركني في بطوله هذا الفيلم

 

 

 

ثمقلت في نفسي : مالجديد في الآمر؟ أنه يوم مثل أي يوم،يجب أن أتصرف بتلقائيه

 

 

 

وأحاول أن أتناسى الكاميرات

 

 

 

وبدأت أشعر أن هذهالكاميرات تشعر بما أفكر به

 

 

 

وكانها تنظر الى وتتحداني

 

 

 

بل وتبتسم في سخريه : قائله

 

 

 

سأتعرف على كل مايخصك .. سأقتحم حياتك ،سأكون شاهده

 

على أقوالك وأفعالك

 

كدت أجن من تلك الفكرة

 

وهدأت نفسي قائلة : هذه الكاميرا

 

ماهي الا جماد لايحس ولايشعر.!!…فلماذا كل هذه الرهبة

 

والخوف منها

 

تحدثت مع صديقتي بالجوال لم أستطع الحديث

 

وأغلقت الهاتف سريعا

 

كنت دائما أتحدث بالساعات في الهاتف .. الحديث عن تلك

 

. وماذا فعلت تلك ..!! والآن لا أستطيع

 

وهكذا تمر الدقائق تلو الدقائق

 

والساعات تلو الساعات

 

وكلما فكرت في فعل شيء لا أحب أن يراه ا لناس تراجعت

 

.. فالكميرات تسجل وتصور

 

أحسست بخوف ، أحتاج لأحد ألجأ اليه

 

ذهبت لا إراديا لأتوضأ وأصلي .. وأبكي بين يدي الله

 

وكأنني أصلي لاأول مرة

 

نعم لأل مرة في حياتي أستشعر معية الله

 

بعدها

 

لم أعد أخشى من تلك الكاميرات .. بل أحببتها جدا

 

لانها أحدثت تحولا كبيرا في حياتي ..ونظرت إليها في امتنان

 

.وكأنني أقول لها : شكرا

 

والأغرب أنني بعد فترة لم أعد أِهتم بها

 

ولم تعد تلك الكميرات هي الرقيب علي ، وإنما أعظم منها هو شعوري بمعية الله الذي لايغفل ولاينام

 

فلو فرضنا أن الكاميرات سجلت كل تصرفاتي

 

فما الذي يجعلني أخاف

 

أأخاف من الناس الذين هم مثلي أمام الله

 

أأخشى الناس ولا أخشى الله

 

حينئذ تذكرت مقولة

 

..( لاتجعل الله أهون الناظرين أليك )

 

قمت وأغلقت الكاميرات ، فلم أعد في حاجه اليها ، ولن أحتاج أن أسجل يوما من حياتي .. فعندي ملكان يسجلان علي كل أعمالي وكل أٌقوالي

 

والآن

 

أسمع صوتا يناديني من داخلي يقول: ((ماأحلى معية الله)ـ

 

ولكن ماهذا الصوت ..؟؟

 

لقد سمعت هذا الصوت كثيرا ..أنه صوت ضميري

 

خطرت لي فكرة أكثر غرابة

 

ماذا سيحدث لو ظل كل منا تحت رقابة القمر الصناعي يوما كاملا

 

كيف سيتصرف

 

الناس ستراك الآن .. ماذا ستفعل

 

يا إلهي .. لقد كانت فكرة الكاميرات أبسط بكثير فمابالك

 

بالقمرالصناعي ..والعالم كله يراك

 

هل تعصي الله

 

هل تحب أن يراك أحد على معصية

 

بالطبع ستكون أجابتك : لا

 

والآن أطرح سؤال

 

هل تجد في الدنيا ماهو أعظم من رضا الله

 

إذاً لاتجعل الله أهون الناظرين إليك

اترك تعليقاً