قصة رأس الحكمة

حدّاد

رأس الحكمة

 

في قديم الزمان، كان هناك شاب طموح يسعى لأن يصبح حكيماً. بعد أن جاب الشاب في بلدته بحثاً عمن يعلمه الحكمة، أشار عليه أحد كبار السن بأن يذهب إلى بلد بعيد فيه حدّاد اشتهر بحكمته. يقول البعض أن هذا الحّداد ربما كان أحكم من أنجبته النساء.

 

لم ينتظر الشاب حتى الصباح وقام بحزم أمتعته فوراً وانطلق إلى ذلك البلد الذي يعيش فيه أحكم بني البشر. سار الشاب ليلاً ونهاراً، أياماً وأسابيع. وأخيراً وصل إلى الحكيم الذي كان يبحث عنه. هرع الشاب إليه وانحنى أمامه ثم طلب منه بخشوع أن يعلمه الحكمة.

 

نظر إليه الحداد بتمعن ثم قال له اتبعني. وهنا سار الشاب وراء معلمه حتى وصلا إلى ورشة الحدادة. حمل الحداد منفخ الهواء الذي يستخدمه لتأجيج النار في موقد الحدادة. ثم قال للشاب:

– انفخ في النار.

– نفخ الشاب في النار بكل ما أوتي من قوة واستمر في النفخ بينما كان معلمه يتابع عمله

 

بعد ساعة وبعد أن أنهكه التعب. قال لمعلمه:

– لكن أريد أن تعلمني الحكمة

 

نظر إليه الحكيم ثم قال:

– انفخ في النار

 

وهكذا استمر الشاب في النفخ حتى حلّ الليل. في اليوم التالي عاد إلى الورشة وقال لمعلمه:

– علّمني الحكمة

 

نظر إليه معلمه ثم قال:

– انفخ في النار

 

وهكذا لم يعد الشاب يجرؤ على طلب تعلم الحكمة من معلمه واستمر في النفخ أيام وشهور وبعد خمس سنوات كان قد نسي سبب مجيئه إلى هذا البلد. فجاء إليه معلمه وقال له:

– يا ولدي. ألا تريد أن تعود إلى بلدك وأهلك؟

 

قال الشاب:

– لكن أريد أن تعلمني الحكمة.

 

رد الحكيم:

– ياولدي. لقد تعلمت الصبر والصبر هو رأس الحكمة. اذهب إلى أهلك فلست بحاجة لمن يعلمك الحكمة بعد الآن

اترك تعليقاً