قصة حسن الختام

 

أم حزينة

حسن الختام

 

جلست فى مره مع سيده تعمل مديره فى احدى الجمعيات الخيريه

 

وهى امرأه فاضله ملتزمه تسعى الى الخير دائما

 

فسألتها عن أعجب ما رأت طوال سنين عملها

 

فقالت : ذهبنا فى يوم لتغسيل وتكفين احدى المتوفيات وهى امرأه تبلغ من العمر76عاما

 

فلما دخلت عليها رأيت على وجهها ابتسامه واسعه ما رئيتها فى حياتى فستعجبت ولمعت عينى بالدموع من جمال ابتسامتها وقولت فى نفسى ماشاء الله وسألت الله ان يكتبها لى عند الموت

 

وبدائنا فى تغسيلها وانا عينى لا تفارق وجهها من جمال تلك الابتسامه

 

وكنت اقول فى نفسى ترى ما الذى كانت تفعله تلك المراه فى حياتها ليرزقها الله تلك الابتسامه عند الموت !!!

 

 

وانتهينا من تغسيلها وتكفينها وجاءوا وأخذوها الى المدافن لتدفن

 

وبينما انا منصرفه وجدت امرأه فى الاربعينات من عمرها تبكى بشده وتتوجع لفراق تلك المرأه فقتربت منها وأخذت أواسيها وأبشرها وأخبرتها بأمر الابتسامه التى ترتسم على وجه المتوفيه وسألتها اذا كانت تعرفها

 

فأجبت بانها اصغر بناتها

 

فانتهزت الفرصه وقولت لها : بالله عليكى أخبرينى عن حال والدتك مع الله ؟

 

فقالت : امى امرأه عاديه بسيطه لم تتعلم فلا تقرأ ولا تكتب وعاشت حياتها لا تعرف عن الصلاه شىء ولم تعرف القرأن

 

ونحن قد قصرنا فى حقها ولم نفكر فى يوم ان نعلمها كيف تصلى برغم من أنها لم ترتاح إلا وقد علمتنا ولم تبخل علينا طوال حياتها

 

وعندما بلغت امى الخامسه والستون من عمرها أرادت بشده ان تتعلم الصلاه وأخذت تلح علينا ان نعلمها ولكن كان عقل امى قد ضعف وما عادت تستطيع الحفظ فكلما علمنها أيه من القرأن تنساها

فما استطاعت ان تحفظ حتى الفاتحه وحولنا أكثر من مره ولكن بدون فائده

 

ولكن هى لم ينقطع أملها وأخذت تحاول وتحاول وتبكى ولكن ماترك الزمان لها شىء فقد وهنت الذاكره وضعفت العينين وأرتعشت اليدين

 

فكانت عندما يأذن المؤذن للصلاه تتوضأ وتفترش سجادتها وتجلس ترفع يدها الى السماء وتقول بنفس اللهجه والنص ( يارب انا مش بعرف اصلى بس انت كريم ورحمتك وسعه ومش هدخلنى النار ) ثم تسجد وتدعو وتدعو وتبكى ووالله كنت أغار منها وأشعر ان الله قد يتقبل صلاتها ولا يتقبل صلاتى

 

وظلت امى على هذا الحال عشر سنوات ما تركت صلاه الى ان ماتت رحمة الله عليها

 

تقول السيده : فقولت فى نفسى سبحان الله حرصت هذه المرأه على الصلاه وهى لا تعلم ونحن تركنها ونعلم

 

قال رسول الله (إن بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة).

 

صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم

 

اترك تعليقاً